يــا من أمره بين الكاف والنــون أم بعد الكــاف
والنــون؟
----------------------------------
------------
اشتهر بين الناس عند الدعاء قول : يا من أمره بين الكاف
والنون ، وهذا غلط : لأن أمر الله ليس بين الكاف والنون، بل بعد الكاف
والنون ، فلا يتم الأمر بين الكاف والنون، بل لا يتم الأمر إلا بالكاف
والنون ، فهذه المقولة تخال ف ما ورد في قوله تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ
إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، فَسُبْحَانَ
الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( (يس 82
،83)
فأمره
بعد الكاف والنون ، وليس بين الكاف والنون .
وهذه
المقولة اشتهرت بين الناس وترددت على ألسنة الكثير ، حتى وصل الحال إلى
ترديد بعض الخطباء لها في دعاء الخطبة وغيره دون التفكر في معناها
وموافقتها لما ورد في كتاب الله ، فكيف يكون الأمر بين الكاف والنون ، لاشك
أن هذا خطأ عظيم ينبغي تلافيه . والله أعلم .
ولقد نبه
على غلط هذه المقولة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين ـ في شرح
الأربعين نووية ـ الحديث الثاني ،
صفحة (
63 ـ 64 )
فقال : ـ
رحمه الله ـ : " وبهذه المناسبة أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام،
حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من
أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم
إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك،
لكن باجتماعهما تكون أمراً .
فالصواب
أن تقول: (يا من أمره ـ أي مأموره ـ بعد الكاف والنون) كما قال تعالى:
)إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ ، فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( (يس:82،83) " انتهى .
-منقول للفائدة-